أول مطمر صحي لحماية المياه الجوفية

بتكلفة 15 مليون درهم سنوياً..بدء تشغيل أول مطمر صحي لحماية المياه الجوفية في العين

دائرة الشؤون البلدية-بلدية العين

بدأ تشغيل أول مطمر صحي من نوعه في العين يهدف إلى الحد من تلوث المياه الجوفية نتيجة تسرب المواد الناتجة عن النفايات غير القابلة للتدوير من النفايات المنزلية والتجارية والتي تلفظها محطة فرز النفايات بالإضافة إلى المخلفات الناتجة عن محرقة النفايات الطبية، بحسب الدكتور سالم الكعبي مدير إدارة الصحة العامة في بلدية العين. وتبلغ تكلفة تشغيل المطمر 302 مليونا و115 ألف درهم لمدة 20 عاما تشمل تكلفة إنشاء كسارة لمخلفات البناء بطاقته الاستيعابية الإجمالية 3 ملايين و800 ألف متر مكعب تقريبا، ويقع المطمر على مسافة 45 كيلومترا جنوب غرب مركز المدينه بالقرب من مدينة العين الصناعية الجديدة. وقال الكعبي لـ 'الاتحاد' إن الطمر الصحي يعتبر طريقة مكملة لوسائل التخلص الأخرى من النفايات كالحرق، التحلل الحراري التحلل الحيوي والتي ينتج عنها مواد غير قابلة للمعالجة ويمكن من خلاله الاستفادة من غاز الميثان في موقع الطمر بالإضافة إلى ما تتميز به هذه الطريقة من بساطة لأنها لا تحتاج إلى تقنيه عالية الى جانب قدرة المطمر على استيعاب كميات هائلة من النفايات الصلبة. من جهتها تناولت نورة سعيد النعيمي منسقة مشروع الطمر بإدارة الصحة العامة في بلدية العين فكرة عمل المطمر الصحي الجديد وقالت إنها تعتمد على الطرق الحديثة لمعالجة النفايات الصلبة حيث يجري إنشاء المطمر بعمل حفرة في الأرض بعمق يتوقف على طبيعة وكمية النفايات المتوقعة، وبعد استكمال عملية الحفر يتم عزل الحفرة عن المياه الجوفية بطبقة عازلة من الاسمنت والمعادن أو بنوع خاص من البلاستيك لحماية المياه الجوفية من التلوث. ويتم بعد ذلك ربط قاعدة الحفرة بشبكة لتصريف المياه الناتجة عن مياه الأمطار وعمليات تحلل المواد العضوية الموجودة في النفايات، على ان تغطى الشبكة بطبقة سميكة صلبة من الحصى والرمال لتسهيل عملية تسريب ودخول المياه إلى شبكة الصرف مع مراعاة توزيع النفايات بشكل متساو تقريبا على قاعدة المطمر بمعدل يتراوح من طن واحد إلى 8 أطنان من النفايات الصلبة المضغوطه لكل متر مربع . وأكدت النعيمي أهمية ضغط النفايات بكفاءة عالية جدا لاستيعاب اكبر كمية ممكنة من النفايات الصلبة في المطمر ولمنع وجود فجوات يمكن أن تعيش وتتكاثر بها الحشرات والقوارض وكذلك لمنع احتمال الاشتعال الذاتي على أن يعقب عملية ضغط النفايات وضع طبقة من الأتربة فوقها ويتم دكها على طبقة النفايات المضغوطة، وعلى هذه الطبقة توضع طبقة ثانية من النفايات بنفس الطريقة وهكذا حتى يتقلص ارتفاع الموقع خلال 20 سنة. وتوفر التجهيزات العلمية الحديثة للمطمر الجديد تلافي بعض السلبيات التي قد تنجم عن الطمر الصحي مثل امكانيه تسرب الغازات الملوثة للهواء وامكانيه حدوث فجوات في موقع الطمر الصحي ومن أهم الملوثات الهوائية الناتجة عن طمر النفايات الصلبه هي غاز الميثان وغاز ثاني الكربون والغبار الذي يمكن أن يحمل المواد الكيماوية السامة خصوصا عند هبوب الرياح القوية إلى مسافات بعيدة. ولفتت منسقة الطمر بإدارة الصحة العامة إلى أن تلك التجهيزات تقلل كذلك من احتمالات تلوث مصادر المياه بالمياه الأخرى العادمة الناتجة عن أماكن طمر النفايات الصلبة، وهي مياه ذات تركيزات عالية من الملوثات العضوية وغير العضوية الموجودة تنتج عن تحلل المواد العضوية الموجودة في النفايات ومياه الأمطار التي تتسرب من مكان الطمر وتغسل في طريقها الملوثات العضوية. تجدر الإشارة إلى أن محطة فرز النفايات المنزلية في العين كانت دخلت خلال اغسطس الماضي مرحلة التشغيل الفعلي بطاقة إجمالية قدرها 1200 طن من النفايات يوميا وتبلغ التكلفة التشغيلية للمحطة التي تقع بمنطقة مصنع السماد حوالي 28 مليون درهم سنويا. وتستوعب المحطة الآن كمية النفايات في المدينة وإقليمها والتي تقدر بحوالي 850 طنا يوميا تقوم المحطة بفرزها إلى نفايات عضوية يتم تحويلها إلى مصنع السماد مباشرة لإخضاعها للمعالجة بينما يجري تحويل المخلفات غير العضوية إلى المطمر الصحي الجديد مما يساهم إلى حد كبير في تقليل تلاشي الأثر السلبي لتلك المخلفات على البيئة. ويعتبر تشغيل المطمر والمحطة خطوة مهمة جدا من شأنها تدعيم الجهود الكبيرة التي تبذلها البلدية بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية من أجل حماية البيئة باتباع كافة الوسائل العلمية الحديثة في التخلص من النفايات، لافتا إلى أن المحطة التي تعمل الآن بنصف طاقتها صممت لاستيعاب المخلفات المنزلية بمدينة العين وإقليمها خلال السنوات العشر القادمة بحسب الدكتور سالم الكعبي مدير إدارة الصحة العامة في البلدية.