لقد أصبحت الجيوفيزياء الهندسية والبيئية أداة مهمة وأساسية لفهم طبيعة الطبقات تحت سطح الأرض، وعند استعمالها بطريقة صحيحة في المكان المناسب تعطي معلومات أساسية لا غنى عنها للمصمم. إن الانتباه إلى أهمية المسح الجيوفيزيائي في الهندسة المدنية قد نمى بشكل كبير في العقود الأخيرة، فقد تم بنجاح في حدود تقييم المواقع الهندسية تطبيق الأساليب الجيوفيزيائية على مشاكل هندسية، مثل: تعيين مواقع الكهوف والأنفاق والحفر الجوفية، تعيين سمك الطبقات الترابية، التغيير في نوعية التربة، تحديد مواقع التصدعات والتشققات الأرضية وقياس رطوبة التربة وإلى ما شابه ذلك من مشاكل هندسية.
تتميز الطرق الجيوفيزيائية بأنها غير مدمرة أو محورة للبيئة، وبإمكانها تعيين موقع المشكلة الهندسية دون القيام بالحفر أو التغيير في الموقع. إن الجيوفيزياء تشتمل على العديد من الطرق المختلفة والمتوفرة مما يوفر دائماً طريقة مثالية لدارسة خاصية الموقع المقترح.
لقد أثبت عملياً بأن الجيوفيزياء الهندسية قادرة على إعطاء الحلول عند دراسة التراكيب التحت سطحية وأن استعمال طرق مختلفة ضروري للحصول على نمذجة ثلاثية الأبعاد للتراكيب التحت سطحية.
متى يتم استخدام الجيوفيزياء؟
إن المسح الجيوفيزيائي المبكر والمخطط له بشكل جيد بإمكانه إعطاء المعلومات المهمة في تحديد مواقع الخطر ويساعد على الاختيار الأمثل لمواقع حفر (جسات) الدراسة الجيوتقنية. تجدر الإشارة هنا إلى أنه لا يمكن اعتبار الجيوفيزياء أسلوباً بديلاً عن الجسات بل بإمكانه تقليل عددها. إن الجسات تعطي معلومات مفصلة على قياس صغير وموقعي وفي نقطة واحدة، أما الجيوفيزياء بإمكانها تغطية مساحة أشمل وربط ومقارنة النتائج بين الجسات. أيضاً تشير الجيوفيزياء إلى إمكانية أو عدم إمكانية اعتماد نتائج الجسات على نطاق المنطقة ككل.
إن الربط بين مسوحات الجيوفيزياء الهندسية وقياسات الجيوتقنية يعمل على إعطاء فكرة واضحة لمهندس التخطيط ويعمل على تحسين جودة المنشأ.