نظمت بلدية مدينة أبوظبي الجلسة المعرفية التاسعة لموظفيها تحت عنوان "تقنيات الميتافيرس" (Metaverse)، حضورياً في قاعة الابتكار بالمبنى الرئيسي للبلدية، وافتراضياً عبر أحد البرامج التقنية، وذلك من خلال قطاع التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء- إدارة المعرفة والابتكار.
وهدفت الجلسة إلى تعزيز سبل التواصـل بين قادة البلدية والموظفين لإثـراء المعرفة بين كوادر البلدية، وتشجيع الخبراء منهم على مشاركة خبراتهم ومعــارفهم مع باقي الموظفين لرفع مستوى النضج المعرفي المؤسسي، وتعزيز قيم المعـرفة وإفساح المجال للتبادل المعرفي بشكل يمكن من الارتقاء المستمر بأداء الموظفين وتحسين عطائهم، بالإضافة إلى دعم رؤية البلدية من خلال تكامل الأدوار وتبادل المعارف التي تساهم في تطوير الأداء المؤسسي.
وتم خلال الجلسة الاطلاع على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في العالم، ومناقشة أهمية تطبيق تقنيات الـ Metaverse بمشاريع البلدية، وكذلك التعريف بالميتافيرس وعناصره مثل: ويب 3.0، والبلوك تشين، والرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، والعملات والرموز المشفرة، والواقع الافتراضي (VR)، والواقع المعزز (AR)، بالإضافة إلى طرح واستعراض أمثلة لبعض المشاريع العالمية والمحلية في الميتافيرس، ومناقشة الاستراتيجيات المحلية للميتافيرس.
وأوضح المتحدثون في الجلسة أن الميتافيرس هو نوع من أنواع العالم الرقمي أو الواقعي الذي يجمع بين: تقنية بلوك تشين، ووسائل التواصل الاجتماعي، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والرموز الرقمية والأصول.
وأضافوا أن الـ(ويب 3.0) يعد جزءاً كبيراً من الميتافيرس، ويعتبر النسخة الجديدة من الإنترنت، ويتميز باعتماده على الخوادم اللا مركزية بدلاً من الشبكات المركزية، أما البلوك تشين -أو سلسلة الكتل- فهو نظام لسجل إلكتروني مشترك، آني، ومشفر، وغير مركزي، لمعالجة وتدوين المعاملات المالية والعقود والأصول المادية، ومعلومات سلسلة التوريد، وما إلى ذلك.
وأشاروا إلى أن تكنولوجيا "بلوك تشين" تساعد في الحفاظ على قوائم مقاومة للتلاعب في سجلات البيانات المتنامية باستمرار، وتتيح تبادلاً آمناً للمواد القيّمة، كالأموال أو الأسهم أو حقوق الوصول إلى البيانات، وخلافاً لأنظمة التجارة التقليدية، لا حاجة لوسيط أو نظام تسجيل مركزي لمتابعة حركة التبادل، بل تقوم كل الجهات بالتعامل مباشرة مع بعضها البعض.
وفيما يتعلق بالرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، أفاد المتحدثون أنها طريقة للدفع أو لتمثيل أصول العالم الحقيقي داخل الميتافيرس، والتي ستسمح للمستخدمين بالحصول على الملكية الكاملة لأصولهم وستجعل حفظها أسهل، حيث إنها رموز فريدة من نوعها ولا يوجد رمزان متشابهان، وبالتالي لا يمكن استبدال أي رمز بآخر، وهذه خاصية تُعرف بعدم القابلية للاستبدال، ويتم فرضها بواسطة العقود الذكية التي تمنع الازدواجية.
وتطرق المتحدثون إلى العملات والرموز المشفرة، موضحين أن الميتافيرس يستخدم عملات مختلفة مقارنة بالعالم الحقيقي، حيث سيتم استبدال العملات الورقية بالرقمية، وستكون الرموز الرقمية والعملات المشفرة هي المصدر الرئيسي للقيمة داخل النظام.
أما بخصوص عنصر الواقعين الافتراضي والمعزز (VR & AR) فقد أوضح المتحدثون في الجلسة أن الواقع الافتراضي هو عالم خيالي يعمل عن طريق محاكاة الحاسوب للبيئة المراد محاكاتها، وطريقة الوصول لهذا العالم تكون عبر ارتداء نظارة أو خوذة مخصصة لذلك، بينما الواقع المعزز هو دمج العالم الافتراضي والعالم الحقيقي معاً عن طريق تطبيقات خاصة تمكن المستخدمين من التفاعل مع العالمين مع القدرة على التمييز بينهما.
وتم في الجزء الأخير من الجلسة فتح باب النقاش حول ما دار فيها لمعرفة فرص الاستثمار في الميتافيرس، بالإضافة إلى التعرف على العقود الذكية ومن يقيّم العقد، وعلى بعض المشاريع العالمية والمحلية في هذا المجال.